توجيهات القائد من أجل التدريب
توجيهات القائد من أجل التدريب
إنّ معظم الأساليب المتّبعة في المدراس والنظام التدريبيتسير وفقاً لمبدأحفظ الحياة،فبهذا الشكل يقومون بتنظيمهاوإدارتها. لا تعتبر الجامعات ساحة تعتمد على مبدأ الحقيقة واختيار الهوية الاجتماعية، بل على العكس من ذلك فهي ساحة للإنكار والإبعاد. إنّ تركيب ومحتوى العلمالذي تمّ وضعه كان هدفاًلإبعاد المجتمع عن القيام بأعماله، حيثأثار هذا الموضوع اهتمامهم وقاموا بتنظيمه. فهذه الآلية التي نُظمت على أساس المدنية المتشددةتطوّرت على شكل صيغ كونية.
يستطيع المرء أن يعيد تصحيح كلٍ من ضياع التدريب بلغة الأم والتلاعب بالهوية، كما يمكن للمرء مساعدة العوائل الفقيرة عن طريق الاقتصاد الخاص وتحريرهم من هذا الوضع. ويجب تحرير التدريب باللغة الأم. وبهذا الخصوص إذا ما لم تساعد الدولة فعليها ألا تعيق تشكيل مؤسسات الشعب المختصة باللغة والثقافة.
بالنسبة للأطفال يتم بناءنظام التدريب الذي يعتمد علىأكبر الضغوط من خلال الكذب، محاولين بشتّى أنواع الوسائل ربطهم بهذا النظام منذ صغرهم. فالمقولة التي تقول:" كيفما يكون الطفل في السابعة من العمر، سيكون بالمثل في السبعين"، فهي تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار. إنّ هدفهم جعل المجتمع الطبيعي الحر مجرد حلم وعدم السماح لهم إطلاقاً بتحقيق هذا الحلم على أرض الواقع. إنّ من أكثر الواجبات أهميةً هو تحقيق أحلام الأطفال الطبيعية وتطبيقها في الواقع.
الموضوع الذي لم يتم الانتباه له هو اضطهاد المرأة التي كان منبعها من مجتمع السومريين. فالارتباط الذي بدأ في المجتمع الطبقي تمّت ممارسته في المعابد، وتمّ التستر علىكولبات الرجال،ومنذ ذلك العصر وحتى الآنتمّ الأخذبتلك الحالة. فبالرغم من الكم الهائل من المشاعر والأحاسيس التي تمتلكها المرأة وقوتها الفكرية إلا أنهم أنزلوها لأدنى المراتب ، وأصبح الأدب الذي يخدم الرجل موضوع التدريب وأساس الأخلاق. فالرجل العبيد قد اكتسب الفائض منالمنتجمن خلال قوته الفيزيائية. فالتعبد المرتبط بالاقتصاديأتي في المقدمة. فالمرأة تمّ تعبيدها من كافة النواحي الجسدية والروحية والفكرية.
تتطلب الديمقراطية أشخاصاً مثقفين وجديّين، ويقومون بتأمين مصالح وحاجات المجتمعوالسلامة الشخصية. فالأحزابتقوم بتدريب المجتمع من خلال الديمقراطية ، وتنبه المجتمع على أخذ الحيطة والحذر. فالديمقراطية لا تُدار فقط ببعض المؤسسات وببعض المبادئ.إذن فالديمقراطية عبارة عن ظاهرة حيّة بحاجة للتدريبكالنبات الذي يكون دائماً بحاجة للماء، فإذا لم تلقى الديمقراطية الرعاية من أطفالها فسوف تيبس وتذبل وذلك سيؤدي بدوره إلىالضمور والنسيان وتصبح مادة تخدم المصالح المعادية للديمقراطية.
ففي النضال من أجل المجتمع الديمقراطي يستوجب التقرب من الشباب. فعنداقتراب الشباب من المجتمعية يواجهون الكثير من الصعوبات والمشاكل كمجتمع مرتبط بالذهنية الذكورية من جهة، ومن جهة أخرى يعيشون تحت تأثير النظام الفكري ويضيعون فيه. ولأنّ الشباب يمتلكون قوة ديناميكيةفهم منفتحون دائماً للتجديد.فهم لم ينضجوا بعد لمواجهة الأحداث التي تحصل. فالمجتمع الذي نُظّم تحت تأثير الكبار والمسنين لن يكون ملماًبأفكارالشباب. حيث لا يستطيع هؤلاء الشباب التنفس في هذا المجتمع الرأسمالي المليء بالحيل والخداع، فهذه الحقيقة توضح بأنهم ينظرون إلى الشباب بمنظور خاص. ولإبعادهم عمّا يحصل من حولهم تتطلب الحاجة إلى تدريبات مجتمعية،ولكي يتمّ تدريب الشباب يتطلب كثير من الجهد والعمل والصبر، حيث من خلال ديناميكية وقوة الشباب يمكن كتابة الأساطير. فعندما يتمّ فهم واسيتعاب الهدف والأسلوب حينها يسهل نجاح أيّ عمل يمكن القيام به. وعندما يتم العيش بانضباط وفقاً لمبدأ الهدف والأسلوبوالتحلي بالصبرحينها نتمكن من تنفيذ التشارك في القضية الأكثر تاريخية.
الأعراف والتقاليدالقاسية للتربية تبدأ من العائلة وهي أدنى وحدة في المجتمع. لا تستطيع العائلة التنفسوخاصة في موضوع المرأة حيث يمارَس ضدها أقسى أنواع الظلم. فالمرأة ليس لديها القدرة على الوقوف في وجه العنف والظلم. كما أنّ الأطفال يعيشون الحالة نفسها، فالعنف هو مبدأ هذا التدريب. ويتوضح أن الأطفال الذين يتربون على مبدأ العنف يكبر هذا العنف معهم، حيث يبنون سلطتهم على مبدأ هذا العنف. فيجب على المجتمع معرفة أنّ المشاعر والعواطف المبنية من منطق العنف والسلطة على أنّها أمراض خطرة جداً، ولكن على العكس من ذلك فإنها تعتبر عواطف ومشاعر أكثر قداسة. فالظاهرة التي يجب الوقوف في وجهها والتصدي لها تمّ إعلاء شأنها وتقديسها.
إنّلمجتمع الشرق الأوسط أخطاء ومشاكل في التدريب. فلكي تتخلصمن العنف يتطلب وجود تدريب موسّع، كما يستوجب الإيمان بقوة المعنى.فالعنف هو أساس للنجاح فقط في الفترات التي يستوجب فيها العنف. لا يعني العنف الحرب والثورةفقط، فيجب تقييم العنف والشدة في كل مجال بشكل موسع وفهم ما يسعى إليه، فعندما تتم مواجهته فمن أجل الخروج بنتائج جيدة فتنفيذ العنف وتطوره وفقاً له يعتبر عملاً ذو خبرة. المجتمع الذيكان خاضعاً منذ آلاف السنين لسيطرة الأعراف والتقاليد القاسية، إعادة إحياء المجتمع ما عدا الارتباط بالأجداد وعاداتهم، يجب عدم الإيلاء الثقة بالعنف. التركيز وتطبيق النقاش والاهتمام بالتنظيم كطريقة للتحليل والتفكير.
إن دولة مثل إيران ذات قوة وتجارب عديدة فإنّ التدريب والتعليم والموضة والسياسة والدبلوماسية والفن والسيطرة الموجودة على العلم عندها أثرت على اللغة الفارسية. كما أنّ اللغة العربية بدأت بالتأثير عليها. فالشرق الأوسط بكامله يطلقون على أنفسهم أسماء عربية.
وقد استمرت الشخصية الكردية عبر مئات السنين باسم الإسلام تحت ظلمة الجهل. وكانت صور الدين الحديث للتعصب العرقي التركي تؤثر على الشخصية كثيراً، حيث أنّه في سن النضوج يمكن للإسلامية والتركية أن تُفهم، ويمكن أن تكون الحاجات المجتمعية لاتفاقيات بهذا الشكل ذات معنى. ولكنّ الإسلامبالعبادة اليومية والتركية التي استلمتها من البداية وحولتها إلى تدريب العصر، غير ممكنة.
الدولة ومرض السلطة تأخذ مبدأها من المجتمع المتخلف بشكل خاص. فالأشخاص الذين لم يخضعوا لتدريب العلوم الاجتماعية تنشأ لديهم روح سلطوية خطيرة جداً.فمن أجل أن يقوي هؤلاء الأشخاص أنفسهم من الناحية السلطويةيحاولون حل المشاكل الصغيرة باستخدام السلاح. هذه الحقيقة تظهر كثيراً عند الأشخاص المتخلفينوبالتالي تُنشئ أشخاصاً همجيين.
إنّ فترة السومريين الأخيرة التي تم العيش فيها كانت في مدينة نيبور الثقافية. فيمكن القول أن أول تدريب أكاديمي تمّ في هذه المدينة. فبعد أن تم تخريبها من قبل الأكاديين ضمت الحضارة إليها لغة وثقافة الأكاديين. إنّ ارتفاع المستوى الثقافيلمدينة بابل يمكن اعتباره كبداية نشوء حضارة جديدة.
إنّ الحضارة اليونانية أخذت معظم مبادئها وأسسها من ثقافة الميديينوالفرس. ففي هذه الفترة يتقاطع الشرق والغرب، حيث كانت هنالك علاقة قوية بينهما. وكثير من اليونانيين كانوا يعملون في قصور الفرس مع وجود آلاف الجيوش. فالمناقشات الثريةوالسلطة التي مارسوهاعلى ساحة إيجاخلال مئتي سنة أدّت إلى غضب اليونانيينومعادات الفرس. ولكي يكسروا سلطة الفرس وثرائها قاموا بتوجيه التحركعلى أساس عرقي. فظهور إسكندر كظهور هركول ليس من تلقاء نفسه. إسكندر الذي كان يشغل مكاناً في هذه الثورة تلقّى تدريب أرسطو. كان للوقوف في وجه القمع و الفوضىوالمشاكلتأثيرٌ على فلسفة اليونانيين. ازداد التأثر بالميتولوجيا أي أنهم قاموا ببناء ثقافة الإيمان. يمكننا القول بأنّ سياسة الإجبار التي مارسها الميديّون على الآشوريين هي نفسها الطريقة التي مارسها اليونانيّون على الفرس. إسكندر الذي كان ذو أصل مقدونيلكنّه ترعرع على الثقافة اليونانيّةأطاحودمر إمبراطورية الفرسوكأنّ هذه الإمبراطورية قصرٌ مصنوع من ورق. وبهذا الشكل فإنّ تدمير إمبراطورية الفرس استمدت مبدأها من ثقافة المقاومة التي دامت مئات السنين. وهذا شرح لتكوين فلسفة التثقيف والقبيلة الحرة لإسكندر المقدوني:
يبدأ التدريب من المرحلة الابتدائية حتى الجامعة، هدفهم جعل الإنسان مواطناً للمؤسسة الحديثة الأكثر تأثيراً. ففي هذا الموضوع تكون في سباق مع المؤسسات العسكرية. التغير هو التحولات والتطورات التي تستمر في المجتمع التاريخي والقيم التي بنوها، ففي البداية تم تصفيتها من التعصب الديني وبعدها من التعصب العرقيوتذيبها ضمن الإيديولوجية الرسمية. فهدف هذه المؤسسات خلق مواطنين أكثر غباءً. حيث تركالفقه العصر المتوسط وراءه.
يمكن القول بأنّ التدريب عبارة عن الاختبارات والتجارب المجتمعيةالتي تمّ تخصيصها للأعضاء وخاصة للشباب بشكل علمي ونظري وعملي.مجتمع الأطفال يتم ّ بالتأثر بتدريب المجتمع. فتدريب الأطفال ليس واجب الدولة والسلطة إنما هو واجب المجتمع نفسه، ولأنّ الأطفال والشباب هم ذخر للمجتمعفمن جهة الواجب ومن جهة الحق فيعتبر تدريب المجتمع والرجوع إلى الجوهر من خلال الأعراف والتقاليد ووفقاً لخصائص المجتمع الطبيعي موضوعاًحياتياً ومشكلة مستدامة.فكل مجتمع لا يترك واجب تدريب شبابه لغيره، فهو بنفسه يقوم بهذه الوظيفة، وإذا ما ترك هذا الواجب للسلطة والدولة فسوف يخضع هؤلاء الشباب لأوامر السلطة ويبتعدون عن المجتمع.
على مرّ التاريخ فإنّ أكبر نشاطحضاري ضد المجتمعهو أنهم حرموا المجتمع من الأطفال والشباب. الدولة المدنية تطبق هذه النشاطات بطريقتين: إمّا أن تطيح بكبارها وتجعل أطفالهم وشبابهم عبيداً، أو من أجل تكريسهم في العمل تحت سلطتهم. إنّ أهم أهداف الحرب صهر قيم المجتمع الثمينة المتمثلةبالأطفال والشبابمن خلال تشكيل قبائل الصهر. مثلما بدأت البيروقراطية فإن تاريخ الحضارة بهذه الطريقة قام بإضعاف المجتمعمن جهة وبتشكيل أدوات البيروقراطية من جهة أخرى.
القيام ببناء مجتمع جديد بدلاً عن المجتمع القديم، والقيام ببناء مجتمع مدني حضاري بدلاً عن المجتمع الطبيعي. هؤلاء الأطفال والشباب الذين استُبعدوا عن حقيقة مجتمعهم تمّ تعليمهم لغة وثقافة بعيدة كل البعد عن لغتهم وثقافتهم. فالهدف الأساسي من هذا التدريب هو تجريدها من مضمونها وجوهرهاواكتساب هوية دولية قوميةمن الناحية الإيديولوجية ومن الناحية المادية وبهذا الشكل تقضي على العيش من دون سلطة. فالدولة والسلطة تجد هذا مناسباً لها. فالأجزاء التي استُبعدت عن جوهرها ومضمونها ترى في نفسها دولة وسلطة. وبالتالي تخرج ضد المجتمع الطبيعي مواقف معادية لها. أحياناً يتساوى المجتمع المدني والمجتمع الطبيعي، وهذا بالطبع أمر متناقض وخاطئ. تاريخ الخضارة تشكلت من هذه التناقضات، فالسبب الذي جعل السطة تتحكم بالتدريب تأخذ مبدأها من هذه الحقيقة التاريخية. وبالطبع واجب تدريب الشعب لم يكن همهم. فكلما قام الراسماليون بتدريب عمالهم فبنفس الذهنيةتقوم السلطة بتدريب الحكومة. وإن كان ذلك دبلوماسياً فإنها تجعل أكبر عضو لها حتى أصغر عضوٍ كعبيد لها.
وخاصة فإن الدولة القومية تقوم بممارسة سلطتها على جميع الأطفال والشباب. فالأشخاص الذين ارتبطت ذهنيتهم بالدين والفلسفة يفترقون عن عوائلهم ويخضعون لسيطرة السلطة.الاغتراب الأعظم ينظم بهذه الطريقة. فمن جهة التدريب فإنّ الطبقة التي بيّنت أثرها على المجتمع هي طبقة البرجوازية. حيث يجعلون التعلم في المدارس الابتدائية والإعداديةإجبارية، فلكي يحصل هؤلاء الشباب على عمل يجب حمل الشهادة الجامعية. فبهذا الشكل يقومون بتقييد شباب المجتمع. فمن أجل السيطرة على المجتمع بأكمله يتمّ تطبيق أهم سلاح ألا وهو التدريب.
يمكننا القول أنه بهذا الشكل نال المجتمع في تاريخ الحضارة الضربة الكبرى من الدولة والسلطة تحت عنوان التدريب. إنّ تطبيق حق المجتمعات في التدريبيعتبر أصعب حق.
ولكي يستطيع المجتمعكسب الأمن والأمان في وجه الدولة القومية والانحصار الاقتصادي عانى الكثير من الصعوبات. إنّ السلطة الإيديولوجيةالتي كانت تمارس حرب الإعلاممع ثورة الصحافةعلى كافة المجتمع، كانت تديراستعمارها بنفس المستوىالعسكري والاقتصادي.فبهذه الأساليب تحرز نجاحات كثيرة وتقوم بإدارة استعمارها الجديد على الثقافة. ولكي يتحرر المجتمع من فتوحات الثقافة والاستعمار يجب مقاومة الثقافة والسياسة القائمة بالأدوات الأساسية، فهذا هو طريق التحرر والحرية. فالمجتمع الذي فقد شبابه أو الشباب الذين فقدوا مجتمعهم ليس لديهم حق الوجود وهذا يدل على أنّ المجتمع خانهم. وتكون النتيجة الضمور والفوضى والزوال من المحيط.فالواجب الأساسي للمجتمع تجاه هذه الحقيقةهو بناء مؤسسات التدريب. وعزل المحتوى والتفسيرات العلمية والفلسفية والفنية واللغة عن تركيب العلم والسلطة. وهذا يدل على نجاح الثورة. خلافاً لذلك فإنّه من غير الممكن أن يتمّ النسيج المجتمعي الأخلاقي والسياسي.
فمن أجل حل مشكلة التدريب يجب بناء مؤسسات المجتمع الأخلاقية والسياسية، فواجب السياسة والأخلاق هو تدريب المجتمع. فالمجتمع الذي لايقوم بتدريب نفسهتزول جميع إمكانيات بناء مؤسسات التدريب الأخلاقية والسياسيةمنه ولا يمكنها النهوض.مجتمع كهذا يكون دائماً معرضٌ للخطر ولا يستطيع التحرر من الضعف والفوضى.
لكي تربط الحداثة الرأسمالية الصحة والتدريب بالدولة القوميةتقوم بالسيطرة والتحكم بهذين المجالين لأنّ الصحة والتطور المعرفي موضوعان أساسيان لوجود المجتمع. فإذا ما لم تجعل هذين النطاقين تحت سيطرتها فلن تتمكن من ممارسة سلطتها. حيث تعرف أنه بالأسلوب العسكري لن تتمكن من إخضاع الشعب تحت سيطرتها.فللسلطة أهمية كبيرة على الصحة والتدريب من أجل السيطرة.
فمن الناحية الأخلاقية ( نظرية الأخلاق) والناحية الجمالية ( النظرية الجمالية) تكون مسؤوليات المرأة أكثر. فمن أجل تدريب الشخص بجوانبه الإيجابية والسلبية، وأهمية الحياة والسلام، ودمار ووحشية الحرب، وتقييم المعايير الحقوقيةوإيضاحها وإقرارها، من أجل المجتمع الأخلاقي والسياسي تستطيع المرأة أن تحمل هذه المسؤولية.لأنّ المراة بطبيعتها تمتلك هذه الخصائص. وبدون شك لا يمكننا التكلم عن المرأة التي أصبحت ظلاً للرجل، بل عن المرأة التي فهمت واستوعبت الحرية والمساواة والديمقراطية.
المؤسسات السياسية والأكاديمية والثقافية تستطيع القيام بهذه الواجبات. ولكي يتم استقبال الحاجات المبنية حديثاً واستقبال وحدات المجتمع الأخلاقي والسياسي تستطيع الأكاديميات مساعدتهم من الناحية المعرفية والعلمية.ظهور تقليد مؤسسات الحداثة يمكن أن تجني معها نتائج غير موفقة. فيجب أن تكون ذاتية وديمقراطية، تشكل برامجها وكوادرها، ويكون معلميها وطلابها ذو إرادة. بحيث يتشكّل نظامٌ يكون فيه المعلم طالباً وبنفس الوقت يكون الطالب معلماً. فمن راعي في أعالي الجبال إلى خبير صاحب برهان وكل شخص لديه دليل يستطيع إثبات نفسه وانضمامه فعلياً. قامت أكاديميات المرأة ضمن النطاق نفسه بتطوير الجوانب العلمية وفقاً لحقيقة المرأة، ولكي لا تبقى النظريات لوحدها يجب عليهم الانضمام للأنشطة والفعاليات وتفعيل دورهم أكثر. كما يجب صرف النظر للجانب العملي في تأسيس وتطبيق الأكاديميات وتنظيمها. توجد أمثلة في التاريخ تم بناؤها بهذا الشكل (كأعالي قمم معابد النار لزردشت، وحدائق أفلاطون وأرسطو، كنائس العصر المتوسط). حيث يستطيع المرء اختيار أي مكان من أعالي الجبال حتى شوارع الحي. كما أنه لا يجب اختيار المباني الخاضعة للسلطة. وفي الكنائس والمدارس المدنية تتبيّن مراحل التدريب وفقاً لوضع الأعضاءالذين ينضمون لها.ولا تتطلب الحاجة لأوقات ثابتة كالمؤسسات الحكومية، كما لا يمكن الاستغناء عن الأنظمة والقوانين حيث تستوجب الحاجة للقوانين الأخلاقية.
معلومٌأنّ النساء لعبت دوراًكمادة للحب والعشق في بعض أجزاء الزقورات. كما أنّ فتيات العوائل الجيدة كانت تحمل صفة الاحترام والشرف. الفتيات اللاتي تمّ اختيارهم والمميزينتم إدخالهم لتلك الأماكن.في نظام الرهبان كانت تمثل إدارة النساء هيبة ووقار. ففي الزقورات كانت تمر بنظام القصور الذي كان لديه جميع أساليب التدريب الجيدة. وصلت النساء في بعض الاحتفالات (الفن والموسيقى) إلى مستوى الخبرة والحرفية. الرجال الذين كانوا يأتون من الساحات المحيطة كان يعرض لهم نساء، وما إن يتمّ التوافق مع إحداهن كان يتم تزويجهما. ومثل هذه الأساليبتزيد من دخل المعابد فلكي يستطيع رجلٌ الحصول على فتاة من المعبد يجب أن يكون من عائلة ذات سمعة جيدة وذات مكانة. ولأنّ هؤلاء النساء خضعن للتدريب في المعبد فلكي يربطوا أنفسهم بمجتمع الدولة الجديدة قاموا بتمثيلمقدسات المعابدفي القبائل الجديدة. وبشكل آخر كانت النساء تُستخدمكجاسوسات من أجل مجتمع دولة الرهبان، لايزال يطبق هذا الأسلوبفي كثير من الدول وعلى رأسها إسرائيل.فبهذا الأسلوب أصبح تعبيد المرأة فناً ونموذج طُبق في بيوت الدعارة. فتلك الآلهة التي كانت مقدسة في المعابد ومثال للحب ستتحول إلى امرأة بيوت الدعارة ضعيفة وتبيع نفسها وتكون في أسوأ الحالات. مجتمع السومريين بسبب هذه الحالةأصبح مكاناً بعيداً عن الاحترام.
إنّ تشويه سمعة المرأة، وعدم المساواة، وعدم تدريب الأطفال، والحرب العاائلية، ومسائل الشرف كل هذا تم على مبدأ التعصب والتقيّد العائلي. المشاكل السلطوية والدولية تمّغرسها ضمن كل عائلة. ولكي يتمّ فهم السلطة والدولة والطبقية والمجتمع يجب تحليل العائلة جيداً.
تقوم الحداثةبتنفيذ التدريب كأداة أساسيةمن أجل بناء القومية. لكنّ الأمم السلطويةتقوم بالبدء بتدريب الإنكار في المدارس الابتدائية من أجل إبعاد الكورد عن تاريخهم وهويتهم.الهدف من التدريب هوبناء المجتمع، لكن من أجل إبعاد الكورد عن ثقافتهم تستخدم القوى السلطويةالتدريب كأداة ضد الكورد. مُنع التدريب بلغة الأم في كثير من الأجزاء وحلّ محل هذه اللغة لغة القوميات السلطوية، فبدلاً من استخداملغة الأم من أجل المجتمع تصبح على عكس ذلك حجة من أجل الهروب من المجتمع. فعوضاً عن فهمثقافتها وكرديتها قاموا بفرض ثقافة قومية السلطويين.
في الحياة الاجتماعية للحداثة فإنّ نظام التدريب الذي كان معادياً للمجتمع كان يعمل على إيصال الشخصيات الأنانية، حيث تُنظم وتُنفّذ الحياة الأنانية الليبرالية من جهة ومن جهة أخرىمواطنو قومية الدولة وفقاً لحاجات الرأسمالية. بهذا الهدف تم بناء أكبر الصناعات الفرعية للتدريب. الفرديكون أربع وعشرون ساعة تحت الضغط من الناحية الروحية والذهنية فبهذا الشكل تخلق وجوداُ ضد المجتمعية.هؤلاء الأشخاص يتم استبعادهم عن الأخلاق والسياسة. فعن طريق هذه الأشخاص يتمّ
اقتلاع الطبيعة المجتمعية. الحداثة الرأسمالية لا تقوم بالتدريب من أجل تنظيم صحي بل من أجل تدمير المجتمع. التحليلات التي ستتطور بخصوص الحياة المجتمعية وصلت لحدود" إما المجتمع أو اللاوجود"